صغار يمحون أمية الكبار
اليوم العالمي لمحو الأمية 8 سبتمبر2017
طفله تعلم والدها بعض مهارات التصفح والبحث على شبكة الأنترنت |
صغار يمحون أمية الكبار
لم تسلم قلوب ومشاعر " كبار السن" من الدهشة و الخطف وحب الإستكشاف للعالم الإفتراضي فزاد فضولهم للتعرف على سبل الوصول إليها عبر لمس تلك الأجهزة الذكية والضغط عليها والرغبه الجامحة في تعلم كيفية إستخدامها للوصول لهذا العالم الذي خطف وشغل قلوب الصغار والشباب فتجد الكثيرمنهم إستبدل هاتفه النقال فوراً بهاتفاً ذكي رغم أُميته في إستخدام الهواتف الذكية لكن براعتها وسرعتها الفائقه وسهولة النقر عليها ومتعة التصفح والتنقل بين صفحاتها وبرامجها ووفرة وسائل الترفيه والمرح والتعارف بكل أشكاله وألوانه ومعرفه أخبار العالم بضغطت زر كل ذلك كان كفيلاً بجذهم للغوص في أعماق هذا العالم الخفي لكن البعض من كبار السن فضل الإستسلام لأميته لظروف ودوافع لم تمكنه من التعلم كالخوف أو لعدم وجود من يعينه على تعلم إستخدام التكنولوجيا فقرر أن يبقى متأملاً وحيدا يعود بذاكرته على ما فعله في صباه وما يمكن أن يقدمه في كبره، ولربما إعتقد أن دوره قد إنتهى في هذه الحياة ولم يعد لوجوده نفع، فأختار العزلة والإنطواء متأملا في أحوال هذه الدنيا وملتفاً مع وحدته.
لكن لم تقف الأميه في إستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل عائقا أمام بعض كبار السن في شغفهم وفضولهم في إستبدال ماضيهم الجميل ,مجلس الأهل والأصدقاء والجيران وأهالي الحارة وأحاديث الأزقة والطرقات وأمام البيوت والساحات بالعالم الإفتراضي الجديد الذي يضع العالم كومة واحدة بين يديه متى شاء.
سيدة طاعنه في السن تتلقى التدريب على الحاسب الألي على يد معلمتها الصغيره |
أصبح العالم يواجه ثورة معلوماتية هائلة وخاطفه وتطورا كبيراً في قطاع الإتصالات وباتت مهمة للجميع لتحتل الأولوية والصدارة في متطلبات الأسره وضرورة من ضرورات الحياة وشكلت أثر وموجة في عالم التواصل والعلاقات الأسرية والإجتماعية رغم تشابكها اللا متناغم .
فالتطورات التكنولوجية المتسارعة إكتسحت سائر أمور حياتنا وباتت كل أعمالنا وإحتياجاتنا صغارا وكبارا مرتبطة بشكل كبير بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة وهذا الإرتباط بقدر ما فيه من فوائد للجميع إلا أنه يأتي مصحوباً ببعض المشكلات والفجوات والمصاعب منها "أميه كبار السن" في التعامل مع وسائل الإتصال والتكنولوجيا الحديثة مما أدى لضعف تمنكهم من تفهم إحتياجات مجتمعهم و إبنائهم لهم .
فنجد البعض منهم متخوفون دائما من التقنية المتطورة رغم شوقهم المتزايد لتعلم إستخدام الكمبيوتر أوتصفح الإنترنت أو استخدام البريد الإلكتروني أو التواصل مع الناس عبرها .
حيث أن معرفه وإلمام كبار السن بعالم وسائل التواصل وإستخدام التكنولوجيا أصحبت ضروره ملحة من ضرورات الحياة بشكل عام والتربيه بشكل خاص وتحتم عليهم تعلمها والغوص فيها.
فنجد أحياناً يلجأ الصغار إلى الوالدين بهدف مساعدتهم في التغلب على مصاعب في أمور تتعلق بالتكنولوجيا خاصة مايتعلق بمهام وواجبات مرتبطه بالتعليم فالكثير من الأباء والأمهات يقفون عاجزين عن تقديم حلول مفيدة نتيجة غياب الكثير من المعارف التكنولوجيا عنهما أو عن أحد منهما.
فمعظم الآباء والأمهات يعانون من أميه نسبيه أو كليه في مهارات التكنولوجيا ووسائل التواصل وعدم إلمامهم بمهارات الكمبيوترمما يسبب لهم ولأبنائهم بعض المشكلات الدراسية وتقاعسا عن تأدية الأنشطه والواجبات المنطوة إليهم إضافه للعبئ المالي الذي يقع على كاهل الأسرة فيلجئون للأستعانه بالمختصين لإنجازمتطلبات أبنائهم.
من جانب آخر نجد أن الصغارلعبوا دورا فعالاً في تعليم "كبار السن" كيفية إستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل والإتصالات وبرامجها وكيفيه التعامل معها .
فكم من صغار السن تجده يجلس بجوار والده أو والدته أو من يكبره سناً يعلمه فعندم حضورالعلم تسقط كل الفوارق بين الطالب والمعلم فتجدهما يتبادلان الحوار بين بعضهم البعض بكل إنسجام وتناغم .
سيدة تترقب صبي وهو يعمل على جهاز الكمبيوتر |
حتى بات موضوع إستعانه كبار السن بالصغار في مسائل التكنولوجيه ووسائل الإتصالات أمراً معتادا لاغرابة فيه لأنها مهنة وحرفة هذا الجيل .
أن صغار السن يعلمون الكبار ويقدمون الخدمات التعليمية عبر وسائل التواصل الإجتماعي كذلك الصغار في البيوت وبين الأهل والأصدقاء وفي أماكن بيع أجهزة التقنية والإتصال هم المعلمين لكبار السن كل هؤلاء الصغار ساهموا في محو الكثير من أمية التكنولوجية لدى كبار السن فشغفهم بعالم الإنترنت وحبهم لهذه لحرفة التكنو لوجيا مكنهم من التقارب والترابط بين بعضهم البعض فغدت المعلومات والإستفسارات والنصائح عن وسائل التواصل والتكنولوجية مصادرها من الصغاريقدمونها للكبار بكل أريحية وتناغم وشفافيه كبيرة بين جيلين مختلفين . فنجد الصغاريتمتعون بروح الصبر في تعليم الكبار خاصه مايتعلق بشأن الوسائل الذكيه وعالم الأنترنت فنجد فيهم رحابة الصدر رغم ضعف إستيعاب بعض كبار السن لهم إضافه للمتعه والدعابة التي تحدث بينهما أثناء تعليمهم للكبار أكثر من ذويهم من نفس الجيل .
أن هذا الأمر أحدث نوعاً من التقارب والمصاحبه والملازمة بين الصغار والكباروكسر الفوارق العمرية بينهما .
الجدير بالذكرأن منظمة اليونيسكو تحتفل بـ اليوم العالمي لمحو الأمية والذي يوافق الثامن من سبتمبرمن كل عام ميلادي.