المسرح الطفل هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة سواء أقام به الكبار أم الصغار مادام الهدف هو إمتاع الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه وحسه الحركي، أو يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية ولعبية ومواقف درامية للتواصل مع الكبار أو الصغار. وبهذا يكون مسرح الطفل مختلطا بين الكبار والصغار. ويعني هذا أن الكبار يؤلفون ويخرجون للصغار ماداموا يمتلكون مهارات التنشيط والإخراج وتقنيات إدارة الخشبة، أما الصغار فيمثلون ويعبرون باللغة والحركة ويجسدون الشخصيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اعتمادا على الأقنعة. ومن هنا، فمسرح الصغار هو مسرح للطفل مادام الكبار يقومون بعملية التأطير، وهو كذلك مسرح الطفل إذا كان مسرحا يقوم به الطفل تمثيلا وإخراجا وتأليفا. ومن هنا، فمسرح الطفل يعتمد تارة على التقليد والمحاكاة وتارة أخرى يعتمد على الإبداع الفني والإنتاج الجمالي.
فالمسرح مظهر حضاري يرتبط بتقدم الأمم ورقيها، وأداة تنوير ووسيط هام لنقل الفكر وبث الـوعي والنهـضة الاجتماعيه والسياسية والفكرية.
كان المسرح وما يزال هو النقطة التي يبدأ منها، عادة، انطلاق الشرارة نحو الثقافة والتطور والمساعدة في تطوير المجتمعات، والوصول إلى حال أفضل. وعلى مر الأزمان خضع للتحوير والتشكيل سواء كان ذلك في شكل خشبته، أم في شكل العروض التي تمثل داخله، بل إن دور التمثيل نفسها كانت موضعاً للتغيير والتبديل، فقدم الأدب المسرحي في الميادين، وخارج المعابد، وداخل الكنائس، ومرّ بمراحل كثيرة.
كان المسرح وما يزال هو النقطة التي يبدأ منها، عادة، انطلاق الشرارة نحو الثقافة والتطور والمساعدة في تطوير المجتمعات، والوصول إلى حال أفضل. وعلى مر الأزمان خضع للتحوير والتشكيل سواء كان ذلك في شكل خشبته، أم في شكل العروض التي تمثل داخله، بل إن دور التمثيل نفسها كانت موضعاً للتغيير والتبديل، فقدم الأدب المسرحي في الميادين، وخارج المعابد، وداخل الكنائس، ومرّ بمراحل كثيرة.
ترجع نشأة مسرح الطفل إلى أصول
فرعونية، وذلك من خلال ما يعرف بـ "مـسرحالدمى" حيث عثر على بعض الدمى في مقابر بعض أطفال الفراعنـة،
كمـا أشـارت بعض الرسوم المنقوشة على الآثار
الفرعونية إلى حكايات وتمثيليات حركية موجهـة للصغار.
كان المسرح المصري القديم يجذب الأطفال، فكانوا يشاهدون
المسرحيات أو الاحتفاليـاتالتي تقام في المعبد أو مراكب النيل، وقد ثبت
"أن أول مسرح للعرائس ولد في مصر علىضفاف النيل، وذلك من نحو أربعة آلاف عام"ويبدو أن مسرح "الدمى كان معروفاً في العالم
القديم، وقد تحدث "أرسطو" في بعـضمؤلفاته عن نوع من "الدمى التي تتحرك تلقائياً،
كما أشار (هوارس) إلى "دمى" خشبية تتحرك بشد
الخيوط.
وقد عرفت أوربا مسرح الطفل منذ القرن الثامن عشر،
ويعدالعرض المسرحي الذيقدمته مدام (ستيفاني دي جبلينيس) عام 1784م في باريس
أول عرض مسرحي قـدم للأطفال، حتى إن بعض الباحثين يؤرخون بهـذا العـرض
لبدايـة مـسرح الطفلغير أن البداية أو النشأة الحقيقة-في تقديرنا- لمسرح
الطفل تعود إلى القرن التاسع عـشر،وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحاولات المسرحية الرائدة
للأديب (هانزكرسـتيان أندرسـن( 1875 -1805م الذي يعد في طليعة من كتبوا مسرحيات للأطفـال، وبالننظـر إليـه باعتباره الرائد الحقيقي لمسرح الطفل، وقد حازت أقاصيـصه
ومـسرحياته شـهرة واسعة، وترجمت إلى لغات عدة، ومنها (الحورية الصغيرة
ـ عقلة الإصبع ـ البطة الدميمة ـ ملابس الإمبراطور) ومن أشهر مسرحياته (الحذاء
الأحمر) التي أعـدها للمسرح الكاتب الأمريكي (هانز جوزيف سميث)وتُرجمت
إلى العربيـة، وعرضـت مسرحياً للأطفال، وأصبح هذا العمل أول مسرحية في ثلاثة
فصول لمسرح الأطفـال في الوطن العربي. )
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية في طليعة الدول التي اهتمت بمسارح الأطفال،
وقـدأُنشئ أول مسرح للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية
عـام ،1903كمـا أنـشئ مسرح الأطفال العالمي في أمريكا عام .ووصل الاهتمام بمسرح الطفل إلى ذروته
في الاتحاد الـسوفيتي سـابقاًـ إذ تـشيرالإحصاءات إلى وجود نحو ) (47مسرحاً بشرياً
للأطفال، وأكثر من ) (111مـسرحاً للعرائس. )
وتنافست الدول الأوروبية في الاهتمام
بمسرح الطفل، فافتتح أول مـسرح للأطفـال بمدينة (لايبزج)بألمانيا عام ،1946وكان من بين أهدافه إزالة الـذكريات المؤلمـة للحرب من نفوس الأطفال، والبدء فنياً
وإنسانياً في تحمل مسؤوليات الحياة الجديـدة.
وقد قام المسرح بمهمة كبرى في تعبئة المشاعر
لمقاومة الغزو النازي، حيث قـدمتعلى خشبة المسرح رواية (تيمور ورفاقه)،
التي تحكي قصة طفل استطاع أن يـشكلجماعة من الأطفال لمساعدة المحاربين،
وعلى إثر تقديم هذه المسرحية أنـشئت فـي جميع أرجاء البلاد التي مثلت فيها
فرق من الأطفال أطلق على (منظمـات تيمـور(،
انضم إليها ملايين الأطفال في الخطوط
الخلفية، وراحوا يعاونون القوات والجنود بكل ما يستطيعون…، ويخدمون في المستشفيات..،
وهكذا خلقت مسرحية علـى مـسرحالأطفال مئات المنظمات وآلاف المقاتلين.
)وقد حظي مسرح الطفل الذي أُسس بمدينة
(برلين) بشهرة واسـعة لارتكـازه علـىمعايير وأسس علمية، تمثلت في تقديم المسرحيات
المناسبة لأعمار الأطفال، واهتمـت بما يدخل البهجة في قلوبهم، ويغذي فيهم
في الوقت ذاته روح البطولة والشهامة وحب الخير والجمال، ثم أصبح هذا المسرح بمنزلة
مدرسة رائعة يفد إليها الأبنـاء برفقـة آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم "
وينقل الأستاذ عبد التواب يوسف صورة رائعة
عن احتفاء فرنسا بمسرح الطفل فيقول"إن فرنسا تعطي اهتماماً بالغاً بالمسرح المدرسي،
وتقسم باريس إلى أحيـاء، وتقـدم مدارس كل حي أعمال واحد من الكتاب البارزين..،
يتخـصص فـيموليير، وتقدم مدارسه الابتدائية والإعدادية
والثانوية أعماله، بينما يتخصص حي آخرفي كورني…، وثالث في شكسبير..، وبعد أن
يستمتع أبناء الحـي بمـشاهدة أعمـال مدارسهم، يذهبون لمشاهدة أعمال الكتاب
الآخرين في الأحياء الأخرى، ويستـضيفونتلاميذها ليروا ما قدموه…، وبذلك تتم
تغطية مساحة واسعة من الأسـماء اللامعـة، والأعمـال الكبيــرة
يؤديهـا الطـلاب ويتـذوقونها علـى مــدى العـالم كله , وفي إيطاليا اهتمت (جيسي جرانتو) بإنشاء
مسرح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام إلى عشرة، وذلك وذلك عام ،1959وكان اهتمامها في اختيار النص المناسب ليس للطفل فقط وإنما للأب والأم اللذين يصطحبان الطفل
إلى المسرح، وقد ركـزت (جيسي) على المسرحيات التي كان لها رنين وصدى في
المشاعر مثـل (سـندريلا) و(الأميرة الجملية النائمة)، وبدأت بعرضها فلاقت
إقبالاً، وبعد ذلك قدمت مـسرحيات من تأليفها هي، وحازت نجاحاً كبيراً، واكتسبت ثقة
الآباء والأمهات وإقبال الأطفـال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق