السبت، 29 فبراير 2020

إقحام الأطفال في الأحداث السياسية جرم في حق الطفولة






إقحام الأطفال في الأحداث السياسية جرم في حق الطفولة 

إن استغلال الأطفال  وتفاعلهم وتلقينهم العبارات السياسية واشباعهم بثقافة العنف والتعدي والفوضى  والانقسامات وكل الاهداف السياسية التي يجهلونها ولايدركون أثرها المستقبلي على الصغار كما أن اقحامهم في الأحداث والنشاطات السياسية وخوضهم وإنضمامهم لصفوف ومشاهد الإحتجاجات ومشاركاتهم في رفع الشعارات السياسية وترديد بعض الهتافات السياسية  على مواقع التواصل الاجتماعي واستغلال  وسائل الإعلام لهم لأهداف سياسية وتعريضهم لمختلف مشاهد العنف هو جرم في حق الطفولة وانتهاك لحقوقهم  النفسية والاجتماعيه والدينية ويشكل صدمة عكسية وسلبية على تكوين الطفل الجسمي والعقلي والنفسي.
كل ذلك سيشكل أثرا وألما وتغيرا سلبيا على مستقبل وسلوك الطفل ويحدث شرخا عميقا يبقى في وجدان وذاكرة  الطفل ويغير من تكوينه وطبيعته وفطرته...


رسومات الأطفال هي الصندوق السري و المراءة العاكسة واللغة الصامتة والصادقة لوجدان الأطفال










رسومات الأطفال 

هي الصندوق السري و المراءة العاكسة واللغة الصامتة 

والصادقة لوجدان الأطفال




 هناك تأثير كبير جدا فالطفل كائن لطيف وتلقائي بالغ في الإحساس والشعور والعفوية ، لذا نجد أن  خربشات الأطفال عالم بديع ومذهل ومتنوع من الأحلام و الإبداعات المكنونة بداخلهم .أن رسومات الأطفال هي الصندوق السري و المراءة العاكسة واللغة الصامته لوجدان الأطفال ، فتعبر عما يفكرون به ويتخيلونه ويشعرونه به ، فتارة تصور بيئاتهم واحتياجاتهم وطموحاتهم وأحلامهم الملونة وما يجول بخاطرهم ويؤثرفعليا على نفسياتهم ويكشف عن علاقتهم بالآخرين والضغوطات التي يتعرضون لها فهي الأداة السحرية الفعالة للتواصل مع الطفل والشعور به فنجد أن تعبيرات رسومات الأطفال  تختلف من طفل لآخرفكلا حسب مرحلته العمرية وقدرته ومهارته.وقد أشرت رسومات  الأطفال هي الصندوق السري والمراءة العاكسة واللغة الصامته والصادقة لوجدانهم فهي تحمل حسا فنيا وجماليا صادقا ومختلفا لايرتبط بالموهبه ولا يقبل التزيف كباقي الفنون  لذا هي مؤشرات  ومقياس ورموز هامه للتدبر والاستنتاج المعبرعن دواخل الطفل الدفينة وانفعالاته  فيجب الانتباه لها جيدا وعدم اهمالها أو تجاهلها أو أتلافها  أو محاولة  التقليل منها .فعلى المربي أن يبدي ويشعر الطفل بتقديره واهتمامه لإبداع الصغير فهو لايملك لغة  التعبير الكلامي عن نفسه فيحتاج للثناء والمدح والفرح لإبداعه كأن ينشر المربي رسومات الطفل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتفاعل مع الأقرباء ويطلب منهم أن يثنون عليه أو يعلقها في حائط المنزل أو يضعها على مكتبه في العمل ، كل ذلك  الاهتمام يشعر الطفل بالتقدير ، أيضا على المربي أن يتناقش مع الطفل  حول تفاصيل رسمته ويتحاور معه بلطف وبحب واحتواء ويفهم منه عن ما يقصده من تلك الرسوم المعبرة دون أن يقلل المربي من إبداع الطفل أو يبدي انزعاجه فغالبا ما تكون رسومات الأطفال مضحكه وغريبة  كأن  يرسم الطفل والدته كالبالونه الكبير وبفما كبير وأسنان كبيره  ويرسم الأب بحجم صغير يقف على الشجرة .أن رسوم الأطفال تحملا رموزا  وألوان ومنحيات وشخوص تارة تكون جميلة وتارة مخيفة كلها بوح وتفريغ عن مافي داخله ولها دلالات هامة وترتبط ارتبطا وثيقا بحالته النفسية والوجدانية سواء كانت إيجابية أو سلبية والصراعات الداخليه التي يشعرويمر بها ويفكر به ويخاف منها .أيضا يجب تعزيز أداة التواصل السحرية والمعبرة هذه في الطفل من خلال  توفير أدوات الرسم والألوان التي تمكن الطفل من التعبير، كما أن قراءة القصص التي تتناول نفس الجانب تلعب دورا في ذلك وقد تطرقت لأهمية الإهتمام برسوم الأطفال  في أحدى قصصي التي ألفتها  قصة (برق ورأسة الملفوف) حيث تناولت القصه  قصة الأصدقاء  الموهوبون في الرسم  رعد وبرق وسيف حيث يعود رعد من المدرسة مضطربا ويشعر بالقلق ويرفض التحدث مع والدته وأخته سمر ويغلق الباب على غرفته وتحاول الأم استجوابه لكنه يرفض البوح  ثم يجلس جانبا في الحديقة مع والدته واخته ويبدأ برسم صبيانا في ملعب المدرسة وكأنهم يتشاجرون ويتراشقون بالحجارة  تقترب الأم من ابنها  وتسأله لماذا يترشقون بالحجارة ؟ فيقوم رعد بتمزيق الورقة  واخفائها  تحاول الأم استجواب مرة آخرى بحب وحنان فينفجر باكيا  فيخبروالدته  بعد أن اشعرته بالآمان بسر يؤلمه وأخبرها بأنه شعر بالغيرة من برق كي لا ينافسه في مسابقة المبدعين في الرسم فرماه بالحجر في رأسه  وتسبب في إيذائه دون أن يراه احد وماكان من الأم إلا احتوت طفلها  وقبلته ونصحته وطلبت منه أن يعتذر لصديقة ويأخذ له هدية ويخبره بفعلته ويعتذر من إدارة المدرسة وفي نهاية القصة تفوز اللوحة التي رسمها رعد والتي أطلق عليها (برق ورأسة الملفوف) بالمركز الأول وبرق بالمركز الثاني وسيف بالمركز الثالث أيضا من خلال ورش العمل التي قدمتها للطفل وكانت إحداها عن " قصة الطفل " وبعد ألقائي لقصة قصيرة على الأطفال مع إستخدامي المؤتراث  الصوتية والبصرية الملائمة  للقصتين  (أحلام لينا )  و(وتميم وفقاعات الصابون ) تأثر الأطفال بأبطال القصة وتماهى الصغار مع شخوص القصة وعبروا تلقائيا عن بطلة القصة لينا وتميم  برسومات رائعة وجميلة فرسموا لينا اليتيمة وهي سعيدة جدا ترفع يدها وكأنها وتبتسم ابتسامة كبيرة وحولها بالونات  كثيرة وملونه  كذلك تميم المشاكس الذي يفرح  تارة بجمال وألوان فقاعات الصابون وتارة يحزن على اختفائها  فكانت للقصص تأثيرا كبيرا على الأطفال كشفت من خلال خربشاتهم الإبداعية التي  صوروها على الورق 

#جريدة_الرياض 31 يناير 2020م لتصفح العدد alriyadh.com/pdf